أدركت أنني عدم.

أموت شتاتاً أو أجمع ما بقي وأبحر
أجتذب الغياب أم أصنع دجاً جديد
ها أنا أذوق مرارة صحوة أخرى
هل من واقع ألجأ أليه
وما بقي مني إلا شبه رؤاً
أضعت ما كان
أضعت نفسي
أضعت ذكرياتي
أضعت شتاءً ،ربيعاً وصيفاً
وأضعت الخريف
نسيت أين تركت أوراقي الخضراء
أو تناسيت
نسيت حتى الصفراء منها
لا بل تناسيت
لم أنسى رياءُ
ولا لينا
لم أنسى درباً سلكت
لكن كيف الوصول
حاولت العودة
فوقعت أسير الذين كانوا
تراءى لي أثير الحياة
فأسرعت ..
لقد كان سراب
كنت في صحراء غريبة
صحراء يكسوها الشجر
وتسكنها آلاف الكائنات
فيها ماء كثير
لكنني لم أشعر بالضمأ
فيها ثمارا كثيرة
لكنني لم أشعر بالجوع
عندها بدأ الشوق يدغدغني
عرفت أنني مدمن على مخدر أعمى
مدمن على سبات سرمدي رائع
فعدت إلى مملكتي الفارغة
حيث لا وجود لشيء حتى لي أنا
حيث سكنت منذ أن أضعت داري
حيث الدنيا لا شيء
وحيث الممالك هي لا شيء
عدت إلى مملكتي التي ليس فيها
بحاراً من دموع
أو أنهاراً من عسل أو حنظل
عدت إلى العدم.
فإن نظرت إلي كل العيون
وهاتفني شعاع أخرس
إن سمعت أجراس الشجن
أدركت أنني عدم.
.~ .~ .~